قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة
  قوله: {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} أي تنصرف عنهم لرثاثتهم إلى غيرهم من ذوي الزينة.
  وعن أبي ذر: أَوْصَانِي رَسُولُ الله ÷ بِسَبْعٍ: أَوْصَانِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَوْصَانِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدّنُوِّ مِنْهُمْ، ....» [تيسير المطالب ٤١٩].
  وقوله: {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وهي ما تقطع عن الله سبحانه، فنُهِيَ ÷ أن يزدري فقراء المسلمين طموحاً إلى زي الأغنياء، وهذا الأدب لجميع الخلق.
  وفي أمالي المرشد عن علي #، قال: كَانَ النَّبِيُّ ÷ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَأْتِي ضَعْفَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقْعُدُ مَعَهُمْ، وَهُوَ يَقُولُ: «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي مَعَهُمْ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٥٥].
  وفيها عن عمار سمعت رسول الله ÷ يقول لعلي #: «إِنَّ اللَّهَ ø زَيَّنَكَ بِزِينَةٍ لَمْ يُزَيِّنِ الْعِبَادَ بِزِينَةٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا: الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَحُبُّكَ لِلْمَسَاكِينِ، فَجَعَلَكَ تَرْضَى بِهِمْ أَتْبَاعًا، وَيَرْضَوْنَ بِكَ إِمَامًا» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٥٣].
  وفيها قال علي #: (الدُّنْيَا جِيفَةٌ وَطُلَّابُهَا كِلَابٌ، فَمَنْ أَرَادَ الْجِيفَةَ فَلْيَصْبِرَّنَ عَلَى مُخَالَطَةِ الْكِلَابِ) [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٦٧].
  قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا}[الكهف: ٢٨] أي القرآن، واتَّبَعَ ما دعته إليه نفسه، و {فُرُطاً} أي إسرافاً، والمجاوزة في القدر بما لا يجوز.
  وعنه ÷: «إِنَّ عِيسَى # قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ: تَحَبَّبُوا إِلَى اللهِ ø، وَتَقَرَّبُوا إلَيْهِ، قَالُوا: يَا رُوحَ اللهِ بِمَا نَتَحَبَّبُ إِلَى اللهِ وَنَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: