المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير

صفحة 117 - الجزء 1

  وفيها عنه ÷: «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعِلْمِهِ؛ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَحَقَّرَهُ، وَصَغَّرَهُ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣٠٥].

  وفيها عنه ÷: «مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ طُمِسَ وَجْهُهُ، وَمُحِقَ ذِكْرُهُ، وَأُثْبِتَ اسْمُهُ فِي النَّارِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣٠٦].

  وفيها عنه ÷: «أَسِرُّوا مَا شِئْتُمْ، فَوَاللَّهِ مَا أَسَرَّ عَبْدٌ إِلَّا أَلْبَسَهُ اللَّهُ رِدَاءَهَا، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَسَرَّ شَرًّا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِينَ حِجَابًا لَأَظْهَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الشَّرَّ حَتَّى يَكُونَ ثَنَاؤُهُ فِي النَّاسِ شَرًّا» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣٠٦].

  وفيها قال ÷: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا جَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ بِبَقِيعٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ، مَنْ كَانَ يَعْمَلُ عَمَلًا فِي الدُّنْيَا كَانَ لِي فِيهِ شَرِيكٌ فَأَنَا أَدَعُهُ الْيَوْمَ وَلَا أَقْبَلُ إِلَّا خَالِصًا، ثُمَّ قَرَأَ: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}⁣[ص: ٨٣] [الحجر: ٤٠] {فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِي ...}⁣[الكهف: ١١٠]» الآية [الأمالي الخميسية ٢/ ٣٠٦].

  وفيها عنه ÷: «مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣٠٩ - البساط ٥٠].

  وفيها عنه ÷: «أَدْنَى الرِّيَاءِ الشِّرْكُ، وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ، الَّذِينَ إِذَا مَاتُوا لَمْ يُفْقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣١٠ - البساط ٤٨].

  وقال رسول الله ÷: «حُبُّ الثَّنَاءِ مِنَ النَّاسِ يُعْمِي وَيُصِمُّ» [تيسير المطالب ٥٥٥].

  قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٣١ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْئَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ١٣٢}⁣[طه: ١٣١ - ١٣٢]

  أي لا تمد نظرهما {إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ} أي جعلناه بُلْغَةً نمتعهم به إلى حين، والنظر المنهي عنه هو أن يطول نظره استحساناً وإعجاباً وتحسراً وتلهفاً، بل يعدل إلى الزهد في هذه الدنيا الفانية، وقوله: {أَزْوَاجًا} أي أصنافاً، والزهرة زينة الدنيا وبهجتها، {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} أي لنبلوهم فيستوجبوا العذاب إن لم يشكروا، {وَرِزْقُ رَبِّكَ} في الجنة خيرٌ مما أوتوه وأبقى من حطام الدنيا الفانية، وكذا ما رُزق المؤمنون من الحلال خيرٌ من هذا؛ لأنه لا تخلو أموال الظلمة في الغالب من الحرام.

  وعن علي #: (وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللهِ ø أَوْثَقَ مِنْهُ مِمَّا فِي يَدِهِ) [تيسير المطالب ٥٠٦ - وفي الاعتبار ٢٦١ عن رسول الله].

  وقال: (عِبَادَ اللهِ؛ انْظُرُوا إِلى الدُّنْيَا نَظَرَ الزَّاهِدِينَ فِيهَا، [الصَّادِفِينَ عَنْهَا] ; فَإِنَّهَا وَاللهِ عَمَّا قَلِيلٍ تُزِيلُ الثَّاوِيَ السَّاكِنَ، وَتَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الْآمِنَ، لَا يَرْجِعُ مَا تَوَلَّى مَنْهَا فَأَدْبَرَ، وَلَا يُدْرَى مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَيُنْتَظَرَ، سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ، وَجَلَدُ الرِّجَالِ فَيهَا إِلَى الضَّعْفِ وَالْوَهْنِ، فَلا يَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ مَا يُعْجِبُكُمْ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا).

  وفي أمالي المرشد قال رسول الله ÷: «أَرْبَعُ خِلَالٍ مُفْسِدَةٌ لِلْقَلْبِ: مُجَارَاةُ الْأَحْمَقِ، فَإِنْ جَارَيْتَهُ كُنْتَ مِثْلَهُ، وَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُ سَلِمْتَ مِنْهُ، وَكَثْرَةُ الذُّنُوبِ