المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نس ئلك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى 132}

صفحة 119 - الجزء 1

  مَفْسَدَةٌ لِلْقَلْبِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّاكَانُوا يَكْسِبُونَ} وَالْخُلْوَةُ بِالنِّسَاءِ وَالِاسْتِمْتَاعُ مِنْهُنَّ، وَالْعَمَلُ بِرَأْيِهِنَّ، وَمُجَالَسَةُ الْمَوْتَى» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ الْمَوْتَى؟ قَالَ: «كُلُّ غَنِيٍّ قَدْ أَطْغَاهُ غِنَاهُ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٩١ - الاعتبار ٩٩].

  وفيها قال ÷: «لَنْ يَعْدُوَ الْمُؤْمِنَ إِحْدَى خُلَّتَيْنِ: ذَمَامَةٌ فِي وَجْهِهِ، أَوْ قِلَّةٌ فِي مَالِهِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٨٨].

  وفيها قال ÷: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ؛ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأُ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدُّ فَقْرَكَ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٨٥].

  وفيها عن عائشة قال ÷: «إِنَّمَا يَكْفِيكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ، فَإِنْ سَرَّكِ اللُّحُوقُ بِي فَإِيَّاكِ وَمُخَالَطَةَ الْأَغْنِيَاءِ، وَلَا تَسْتَبْدِلِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٧٤].

  قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْئَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ١٣٢}⁣[طه: ١٣٢]

  أي أقبل عليها أنت مع أهلك، واستعينوا بها على حوائجكم وخصاصتكم، {لَا نَسْئَلُكَ رِزْقًا} أي لا نكلفك رزقاً لنفسك ولا لغيرك، {نَّحْنُ نَرْزُقُكَ} فلا تهتم بأمر المعيشة فإنك تُكفى؛ ففرِّغ بالك لأمر الآخرة، {وَالْعَاقِبَةُ} أي الجنة لأهل التقوى.

  وفي أمالي المرشد عنه ÷، قال: «أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا: مَنْ خَدَمَكِ