قوله تعالى: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون 57 والذين هم ب آيات ربهم يؤمنون 58 والذين هم بربهم لا
  والذين هم لما ائتمنوا عليه ولعهدهم قائمون عليها بالحفظ وافون بها، وذلك عام لكل ما ائتمنوا عليه وعُوهِدُوا عليه، من الله تعالى أو من الخلق، ويحتمل الخصوص في أمانات الناس وعهدهم، ويؤيد الأول ما في أمالي المرشد، قال ÷: «يَا إِخْوَانِي، تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ وَلَا يَكْتُمَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ» [الأمالي الخميسية ١/ ٦٦].
  ومحافظتهم على صلواتهم تأديتها في أوقاتها، مجتهدين فيما يتم بها أوصافها.
  وفي أمالي المؤيد بالله عنه ÷: «مَنْ أَسْبَغَ وُضُوءَهُ، وَأَحْسَنَ صَلَاتَهُ، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ، وَخَزَنَ لِسَانَهُ، وَكَفَّ غَضَبَهُ، وَأَدَّى النَّصِيحَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ ÷، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ حَقَائِقَ الْإِيمَانِ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ لَهُ» [وهو في البساط ٢٢].
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ٥٧ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ٥٨ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ٥٩ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ٦٠ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ٦١}[المؤمنون]
  {مُّشْفِقُونَ} أي خائفون من عذابه، و {يُؤْمِنُونَ} أي يصدقون، و {لَا يُشْرِكُونَ} أي في الإلهية والعبادة، و {يُؤْتُونَ مَا آتَوا} أي ما أَعْطَوا لوجه الله من أنواع الصدقات والضيافات ونحوها، وقلوبهم خائفة أن لا يقبل الله منها الصدقات وسائر الطاعات.
  ثم إنه سبحانه بين علة ذلك الوجل، وهي علمهم برجوعهم إلى جزاء ربهم،