المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال 36 رجال لا تلهيهم

صفحة 127 - الجزء 1

  أحب إشاعة الفاحشة فيه لم يتأت له ذلك.

  وعنه ÷: «لَا تَزَالُ أُمَّتي بِخَيْرٍ مَا تَحَابُّوا، وَأَدَّوا الأَمَانَةَ، وَاجْتَنَبُوا الْحَرَامَ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالقَحْطِ وَالسِّنِينَ» [تيسير المطالب ٤٥٧ - صحيفة الرضا].

  وعنه ÷: «مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [تيسير المطالب ٤٤٣].

  وعنه ÷: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَءًا مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مُوطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» [تيسير المطالب ٤٠٧].

  قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْأصَالِ ٣٦ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ٣٧}⁣[النور: ٣٦ - ٣٧]

  {فِي بُيُوتٍ} متعلق بيسبح الآتي أو بما قبله، أي المشكاة في بعض بيوت وهي المساجد، و {تُرْفَعَ} أي تعظم ويذكر فيها أسماؤه الحسنى، والتسبيح: التنزيهُ، وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة {بِالْغُدُوِّ} أي البكر {وَالْأصَالِ} من بعد الزوال أو العصر، و {رِجَالٌ} مرفوع بـ {يُسَبِّحُ} وهم قوم من المؤمنين وصفهم الله سبحانه بقوله: {لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ} وهي تعم البيع والشراء، وذكر البيع ثانياً قيل: لأنه