المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال 36 رجال لا تلهيهم

صفحة 128 - الجزء 1

  أدخل في الإلْهَاء من حيث أن الربح قد تعين فيه، ويجوز أن يراد بالتجارة الشراء فقط، و {تَتَقَلَّبُ} أي تضطرب فيه القلوب من الهول، وتشخص فيه الأبصار فلا تقر في مكانها من الفزع، و {بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي تفَضُّلاً، فأما الثواب فله حساب؛ لأنه على حسب الاستحقاق، هكذا قيل.

  وعنه ÷: «تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فَأَسْبَغَ الطَّهُورَ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ ø لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ فَهَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، ... وَرَجُلٌ قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بَعْدَمَا هَدَأَتِ العُيُونُ فَأَسْبَغَ الطَّهُورَ ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ ø فَهَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ» [مسند الإمام زيد ٢٧١ - أمالي أحمد بن عيسى - تيسير المطالب ٤٢٦].

  وقال رسول الله ÷: «مَنْ أَخْرَجَ أَذًى مِنْ مَسْجِدٍ كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَمَنْ أَدْخَلَ أَذًى فِي مَسْجِدٍ كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، وَالسَّيِّئَةُ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ» [مسند الإمام زيد ٢٧٢ - تيسير المطالب ٣٥٤ - أمالي أحمد بن عيسى].

  ومن كلام لعلي # يوصي به أصحابه: (تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلَاةِ، وَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا، وَتَقَرَّبُوا بِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣}⁣[المدثر] وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ الْوَرَقِ، وَتُطْلِقُهَا إِطْلَاقَ الرِّبَقِ⁣(⁣١)، وَشَبَّهَهَا رَسُولُ اللهِ بِالْحَمَّةِ⁣(⁣٢) تَكُونُ عَلَى بَابِ الرَّجُلِ، فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا


(١) قال الإمام يحيى بن حمزة # في الديباج الوضي: أرَادَ وَتُزِيلُهَا عَنِ الْكُتُبِ والدَّواوِينِ التَّي دُوِّنَتْ فِيها كَإِطْلَاقِ أَوْلَادِ الْمَعْزِ عَنِ الرِّبَقِ التَّي وُضِعَتْ رُؤُوسُهَا فِيه، وَالرِّبْقَةُ: حَبْلٌ تُجْعَلُ فِيهِ حِلَقٌ تُدْخَلُ فِيهِ رُؤُوسُ أَوْلَادِ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ، انتهى.

(٢) الْحَمَّةُ هي: الْعَيْنُ الْحَارَّةُ، انتهى من الديباج الوضي.