قوله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال 36 رجال لا تلهيهم
  أدخل في الإلْهَاء من حيث أن الربح قد تعين فيه، ويجوز أن يراد بالتجارة الشراء فقط، و {تَتَقَلَّبُ} أي تضطرب فيه القلوب من الهول، وتشخص فيه الأبصار فلا تقر في مكانها من الفزع، و {بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي تفَضُّلاً، فأما الثواب فله حساب؛ لأنه على حسب الاستحقاق، هكذا قيل.
  وعنه ÷: «تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فَأَسْبَغَ الطَّهُورَ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ ø لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ فَهَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، ... وَرَجُلٌ قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بَعْدَمَا هَدَأَتِ العُيُونُ فَأَسْبَغَ الطَّهُورَ ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ ø فَهَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ» [مسند الإمام زيد ٢٧١ - أمالي أحمد بن عيسى - تيسير المطالب ٤٢٦].
  وقال رسول الله ÷: «مَنْ أَخْرَجَ أَذًى مِنْ مَسْجِدٍ كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَمَنْ أَدْخَلَ أَذًى فِي مَسْجِدٍ كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، وَالسَّيِّئَةُ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ» [مسند الإمام زيد ٢٧٢ - تيسير المطالب ٣٥٤ - أمالي أحمد بن عيسى].
  ومن كلام لعلي # يوصي به أصحابه: (تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلَاةِ، وَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا، وَتَقَرَّبُوا بِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣}[المدثر] وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ الْوَرَقِ، وَتُطْلِقُهَا إِطْلَاقَ الرِّبَقِ(١)، وَشَبَّهَهَا رَسُولُ اللهِ بِالْحَمَّةِ(٢) تَكُونُ عَلَى بَابِ الرَّجُلِ، فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا
(١) قال الإمام يحيى بن حمزة # في الديباج الوضي: أرَادَ وَتُزِيلُهَا عَنِ الْكُتُبِ والدَّواوِينِ التَّي دُوِّنَتْ فِيها كَإِطْلَاقِ أَوْلَادِ الْمَعْزِ عَنِ الرِّبَقِ التَّي وُضِعَتْ رُؤُوسُهَا فِيه، وَالرِّبْقَةُ: حَبْلٌ تُجْعَلُ فِيهِ حِلَقٌ تُدْخَلُ فِيهِ رُؤُوسُ أَوْلَادِ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ، انتهى.
(٢) الْحَمَّةُ هي: الْعَيْنُ الْحَارَّةُ، انتهى من الديباج الوضي.