المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين 153}

صفحة 13 - الجزء 1

  جَسَدٍ لَا رَأْسَ مَعَهُ، وَلَا في إِيمَانٍ لَا صَبْرَ مَعَهُ) [نهج البلاغة قسم الحكم - الديباج].

  وقال #: (الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجِهَادِ:

  فَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ؛ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إلَى الْخَيْرَاتِ) [نهج البلاغة قسم الحكم - الأمالي الخميسية ١/ ١٠٥ - الديباج].

  وقال # لابنه الحسن: (وَعَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ، التَّصَبُّرُ عَلَى الْمَكْرُوهِ يَعْصِمُ الْقَلْبَ، مَنْ حَلُمَ سَادَ) [من وصيته للحسن: [تيسير المطالب ١٣٠ - نهج البلاغة قسم الحكم - الديباج - الاعتبار].

  وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}⁣[آل عمران: ٢٠٠].

  وقال النبي ÷: «يَا عَلِيُّ؛ غَمُّ الْعِيَالِ سِتْرٌ مِنَ النَّارِ، وَطَاعَةُ الْخَالِقِ أَمَانٌ مِنَ العَذَابِ، وَالصَّبْرُ عَلَى الفَاقَةِ جِهَادٌ، وَأَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً، وَغَمُّ الْمَوْتِ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَاعْلَمْ يَا عَلِيُّ أنَّ أَرْزَاقَ العِبَادِ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، وَغَمُّكَ لَهُمْ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، غَيْرَ أَنَّكَ تُؤْجَرُ عَلَيْهِ، وَإنَّ أَغَمَّ الغَمِّ غَمُّ الْعِيَالِ» [تيسير المطالب ٤٢٥ - حقائق المعرفة].

  وعنه ÷: «إنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِالْحِلْمِ دَرْجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُكْتَبُ جَبَّاراً وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ» [تيسير المطالب ٤٣٨ - ونحوه في أمالي أحمد بن عيسى والأحكام ٢/ ٤٠٠].

  وقال النبي ÷: «لَا إِيمَانَ كَالصَّبْرِ، .... ، وَآفَةُ الْحِلْمِ الْغَضَبُ» [تيسير المطالب ٤٦١].