قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما 63 والذين
  أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤ أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ٧٥}[الفرقان]
  {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} أي عباده حقّاً، ووصفهم بتسعة أنواع من الصفات:
  الأولى: يمشون الهون أي بالسكينة والوقار والتواضع.
  الثانية: إذا خاطبهم السفهاء بما يكرهون قالوا قولاً حسناً جميلاً.
  الثالثة: يبيتون يصلون بالليل.
  الرابعة: إنهم مع هذه الصفات خائفون مبتهلون إلى ربهم في صرف العذاب عنهم، والغرام العذاب الشديد أو اللازم أو الثقيل.
  الخامسة: إنهم متوسطون في الإنفاقِ، لا إِسْرَافَ، وهو الإنفاق في غير حق أو لغير حاجة، ولا إقتارَ، وهو التضييق فيه، و {قَوَامًا} وسطاً.
  السادسة: لا يشركون ولا يقتلون النفس المحرمة ولا يزنون ومن يفعل بعض الثلاث {يَلْقَ أَثَاماً} أي عقوبة، {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ٧٠}[الفرقان].
  السابعة: {لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} أي لا يحضرون مجالس الكذب والباطل، ولا يشهدون شهادة الزور أي لا ينطقون به، {وَإِذَا مَرُّوا} بأهل اللغو - وهو القبيح من الكلام - {مَرُّوا} معرِضِين مُكَرِّمين لأنفسهم عن الوقوف معهم.
  الثامنة: إذا وعظوا بالقرآن سمعوا الوعظ، فلم يَصَمُّوا عنه وأبصروا الرشد فلم يَعْمَوْا عنه، والخُرُورُ: السقوط، أي لم يكبوا إلا للحرص على الاستماع.
  التاسعة: سألوا أن يُرْزُقَهُمْ أزواجاً وأولاداً تَقر بهم عيونهم من القُّرِّ وهو البرد كناية عن الفرح بهم في الدنيا بالطاعة لله والصلاح، وفي الآخرة بالجنة، و {إِمَامًا}