قوله تعالى: {إنما يؤمن ب آياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون 15
  لَوَاحِدٌ).
  قوله: {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} أي أخفض منه، {إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ} أي أقبحها {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩} ولا ذمَّ للحمير إنما هو لذوي الألباب أن يتشبهوا بالحمير التي لا عقول لها فأول صوتها زفير وآخره شهيق) وقال زيد بن علي # أراد الجهال من الناس.
  قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ١٥ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧}[السجدة: ١٧]
  أي إنما يُصَدِّق بالقرآن الذين إذا وُعِظوا به سجدوا لله خاضعين طائعين {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} نزهوه وأثنوا عليه غير مستكبرين عن الإيمان والطاعة، {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} أي ترتفع وتتنحى عن الفرش، يقومون ويقعدون، يدعون ربهم خوفاً من العذاب وطمعاً في الرحمة {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ١٦} في وجوه البر، {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم} ليوم القيامة مما تقر به عيونهم من الثواب، ولا مزيد على هذه العِدَةِ ولا مطمع وراءها.
[في قيام الليل]
  قال في البرهان: روينا عن آبائنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِنِّي أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».