المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبي ين وآتى المال على حبه ذوي

صفحة 14 - الجزء 1

  وكم ذكر الله سبحانه في كتابه في الصبر، فعليك به وبالدعاء إلى الله سبحانه أن يرزقكه.

  قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ١٧٧}⁣[البقرة].

  حكم الله لمن تلبس بهذه الخصال الشريفة بأنهم مُتَّقون صادقون، وقد وعد المتقين بالجنة، وأتى سبحانه بالإشارة للبعيد للتعظيم والتأكيد، وأكد ذلك بالضمير والتعريف والموصول وبالجملة الإسمية، فاستمسك بهذه الخصال تنجُ يوم القيامة من الأهوال، وقرن سبحانه إيتاء المال على حبه - أي المال - بالإيمان بالله وبما عطف عليه، {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢] {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٦}⁣[التغابن] وقدَّم سبحانه ذوي القربى لكونهم أحق.

  عنه ÷: «صَدَقَتُكَ عَلَى قَرَابَتِكَ صِلَةُ وَصَدَقَةٌ، صَدَقَتَانِ» [تيسير المطالب ٤٢٥ - الأمالي الخميسية ٢/ ١٧٨ - شفاء الأوام].

  وقال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ١١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤} أي مجاعة {يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ١٦}⁣[البلد].