المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبي ين وآتى المال على حبه ذوي

صفحة 15 - الجزء 1

  وعنه ÷: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُمْ عَلَى اللهِ الْجَنَّةَ، أَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ، وَاصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ» [الأحكام ٢/ ٥٤١].

  {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ}: شدة الفقر، {وَالضَّرَّاءِ}: المرض، {وَحِينَ الْبَأْسِ} وقت شدة القتال في سبيل الله تعالى.

  وكم أثنى الله ورسوله على الصبر: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ١٥٧}⁣[البقرة]، {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}⁣[النحل: ١٢٧].

  والغالب على الخصال الشريفة أن تكون مقرونة بالصبر.

  عن علي # سألت رسول الله ÷ عن الزهد ما هو؟ فقال ÷: «يَا عَلِيُّ؛ مَثِّلِ الْآخِرَةَ فِي قَلْبِكَ وَالْمَوْتَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ، وَكُنْ مِنَ اللهِ ø عَلَى وَجَلٍ، وَأَدِّ فَرَائِضَ اللهِ، وَاكْفُفْ عَنْ مَحَارِمِهِ، وَنَابِذْ هَوَاكَ، وَاعْتَزِلِ الشَّكَّ وَالشُّبْهَةَ، وَالطَّمَعَ وَالْحِرْصَ، وَاسْتَعْمِلِ التَّوَاضُعَ وَالنَّصَفَةَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَلِينَ الْكَلَامِ، وَاقْنَعْ بِقَبُولِ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ وَرَدَ عَلَيْكَ، وَاجْتَنِبِ الْكِبْرَ وَالْبُخْلَ وَالْعُجْبَ وَالرِّيَاءَ وَمَشْيَةَ الْخُيَلَاءِ، وَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ نِعَمَ اللهِ وَإنْ قَلَّتْ، وَجَاوِرْهَا بِالشُّكْرِ، وَاذْكُرِ اللهَ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَاحْمَدْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَاعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَلْيَكُنْ صَمْتُكَ فِكْراً، وَكَلَامُكَ ذِكْراً، وَنَظَرُكَ اعْتِبَاراً، وَتَحَبَّبْ مَا اسْتَطَعْتَ، وَعَاشِرِ النَّاسَ بِالْحُسْنَى، وَاصْبِرْ عَلَى النَّازِلَةِ، وَاسْتَهِنْ بِالْمُصِيبَةِ، وَأَعْمِلِ الْفِكْرَةَ فِي الْمَقَادِيرِ، وَاجْعَلْ شَوْقَكَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَا تَأَخُذْكَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَخُذْ مِنَ الْحَلَالِ مَا شِئْتَ إِذَا أَمْكَنَكَ، وَجَانِبِ الْجَمْعَ وَالطَّمَعَ، وَاعْتَصِمْ بِالْإخْلَاصِ