المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين 33 ولا تستوي الحسنة ولا

صفحة 150 - الجزء 1

  وأحكامه ووعده ووعيده، {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي تنقبض وتحرك عند سماع تلاوته ووعيده، {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ} يذهب تقبضها واقشعرارها، {وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} أي تسكن وتطمئن بعد ذلك، وعند ذكر وعده ورحمته وجوده.

  وعن علي #: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ فَظَنَّ أَنَّ أَحَداً أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فَقَدْ عَظَّمَ مَا حَقَّرَ اللهُ، وَحَقَّرَ مَا عَظَّمَ اللهُ).

  وعن علي #: (إنَّ صَاحِبَ القرآن لَيُسْأَلُ عما يسأل عنه الأنبياء صلى عليهم وسلم، إلا أنه لا يسأل عن الرسالة).

  وقد مر صفة أصحاب علي # حيث مروا بآية وعيد، وصفتهم عند آية الوعد.

  قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٣ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥}⁣[فصلت: ٣٣ - ٣٥]

  المعنى: {وَمَنْ أَحْسَنُ} أي لا أحد أحسن {قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ} أي إلى دينه وطاعته {وَعَمِلَ صَالِحًا} فيما بينه وبين الله، {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي جعل دين الإسلام مذهبه، وهذه عامة في كل من جمع بين هذه الثلاث.

  قال ÷: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَالزَّكَاةِ الْوَاجِبَةِ، وَحَجَّةِ الْإِسْلَامِ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالدُّعَاءُ إِلَى دِينِ