المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون 10 ياأيها الذين آمنوا لا

صفحة 158 - الجزء 1

  {إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ٤٣} أي معزوماتها ومقطوعاتها التي قطع بحسنها.

  قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٠ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ١٢}⁣[الحجرات] أي ما المؤمنون إلا إخوة في الدين.

[الحب في الله والمخوة في الدين]

  وعنه ÷ «يَقُولُ اللهُ ø: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ وَيَتَبَاذَلُونَ فِيَّ وَيَتَزَاوَرُونَ فِيَّ» [تيسير المطالب ٤٥٣].

  وقال ÷: لما نزلت هذه الآية: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}⁣[الرعد] «ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِي صَادِقاً غَيْرَ كَاذِبٍ وَأَحَبَّ الْمُؤْمِنِينَ شَاهِداً وَغَائِباً أَلَا بِذِكْرِ اللهِ فَتَحَابُّوا» [تيسير المطالب ٤٥٦].

  وقال ÷: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَخْذُلُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ فِي مُصِيبَةٍ إنْ نَزَلَتْ بِهِ» [تيسير المطالب ٤٤٢].

  وعنه ÷: «مَنْ حَمَى مُؤْمِناً عَنْ مُنَافِقٍ أَرَاهُ قَالَ: بَعَثَ اللهُ مَلَكاً يَحْمِي لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ رَمَى مُسْلِماً بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ حَبَسَهُ اللهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجُ مِمَّا قَالَ» [تيسير المطالب ٤٤٥].

  وعنه ÷: «إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ تَعَالَى لَعَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ سَبْعُونَ غُرْفَةً يُضِيءُ حُسْنُهُنَّ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا تضيء الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا نَنْظُرُ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ، فَإِذَا أَشْرَفُوا عَلَيْهِمْ؛ أَضَاءَ حُسْنُهُمْ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ مَكْتُوبٌ عَلَى جِبَاهِهِمْ: هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ ø». [مسند الإمام زيد ٢٧٧]

  وفي أمالي المرشد قال ÷: «مَنْزِلَةُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْمُؤْمِنِ مَنْزِلَةُ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، مَتَى اشْتَكَى الْجَسَدُ اشْتَكَى لَهُ الرَّأْسُ، وَمَتَى اشْتَكَى الرَّأْسُ؛ اشْتَكَى سَائِرُ الْجَسَدِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ١٨٤].

  وفيها قال ÷: «مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ ø» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٤٦].

  وفيها قال ÷: «لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ» [الأحكام ٢/ ٤١٣ - تيسير المطالب ٥٤٧ - الأمالي الخميسية ٢/ ١٨٥].

  وفيها قال ÷: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» [الأمالي الخميسية ٢/ ١٨٨].

  وفيها قال ÷: «لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ١٨٩].

  وفيها عنه ÷: «مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ١٩٤].