قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون 10 ياأيها الذين آمنوا لا
  وفي المخوة في الله أخبار غير هذه.
  ثم قال تعالى: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} أي إذا تنازعا، قيل: وخص الاثنان لأن أقل ما يقع الشقاق بين اثنين، فإذا لزمت المصالحة في الأقل كانت بين الأكثر ألزم لعظم الفساد فيه.
  ثم قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ} وهو الازدراء والسخرية والاحتقار، إذ من حق المخوة أن تحب للمؤمن ما تحب لنفسك عسى أن يكونوا المسخور بهم خيراً منهم عند الله، والاعتبار بتطهير البواطن وخلوص الضمائر، {وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ}.
  {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} أي لا يلمز بعضكم بعضاً، واللمز الطعن والضرب باللسان، أي لا يطعن بعضكم على بعض، أي لا يَعِبْ بعضكم بعضاً.
  {وَلَا تَنَابَزُوا} أي تدّاعوا {بِالْأَلْقَابِ} أي بلقب يكرهه المدعو به، {بِئْسَ} للذم {الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} أي بئس السخرية واللمز والتنابز؛ لأنه فسق يستنكروه عادة بعد أن كان النابز والمنبوز مؤمناً، فشأن المؤمنين الحب والتوادد.
  ثم قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَتُبْ} عن هذه المناهي {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
  قال ÷: «مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِناً أَوْ حَقَّرَهُ لِفَقْرِهِ أَوْ قِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَّرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَفْضَحُهُ» [تيسير المطالب ٥٤٨ - صحيفة الرضا].
  وقال ÷: «يَقُولُ اللهُ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَرَزَ لِمُحَارَبَتِي» [تيسير المطالب ٥٤٩ - ومثله في الأمالي الخميسية ٢/ ٢٨٠].
  ويكفي في هذا أن رسول الله ÷: لعن آكل الربا ومؤكِّله وبائعه ومشتريه