قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين 133 الذين ينفقون في
  وَالتَّوَكُّلِ، وَابْنِ عَلَى أُسِّ التَّقْوَى، وَكُنْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُمَا كَانَ، وَمَيِّزْ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ بِعَقْلِكَ فَإنَّهُ حُجَّةُ اللهِ عَلَيْكَ، وَوَدِيعَتُهُ فِيكَ، وَبُرْهَانُهُ عِنْدَكَ، فَذَلِكَ أَعْلَامُ الْهُدَى وَمِنْهَاجُهُ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» انتهى، [تيسير المطالب ٤٩٩].
  فهذه الخصال الشريفة لا تنال أو بعضها إلا بالصبر، وقد قرن ÷ الصبر بهذه الخصال.
  قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ١٣٦}[آل عمران]
  المعنى: بادروا إلى فعلٍ يوجب لكم المغفرة والجنة، وذلك التوبة وفعل الواجبات واجتناب الكبائر، ودلت أنَّ الجنة للمتقين، ثم ذكر سبحانه صفاتهم، وقدم الإنفاق في السراء وهو الرخاء، والضراء وهو العسر؛ لأنَّ الإنفاق أشق على النفس وأدل على الإخلاص.
  والصفة الثانية: كظم الغيظ بالصبر عليه والحلم: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ٣٧}[الشورى].
  وعنه ÷: «خِيَارُ أُمَّتِي هُمُ الَّذِين إِذَا غَضِبُوا رَجَعُوا» [تيسير المطالب ٥٥٨].
  وعنه ÷: «مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُؤُوسِ