قوله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون 15 آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين 16 كانوا
  دخولهم الجنة محسنين في الدنيا، ثم فسر الإحسان بقوله: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ الَّيْلِ} أي بعضاً قليلاً {مَا يَهْجَعُونَ} أي قليلا ما يرقدون ويعبدون الله أكثره، {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وهو آخر الليل، وكان زين العابدين يستغفر الله تعالى في قنوت الوتر سبعين مرة، ثم قرأ: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}[آل عمران].
  وفي أمالي المرشد قال رسول الله ÷: «يَا عَلِيُّ؛ عَلَيْكَ بِصَلَاةِ السَّحَرِ وَالِاسْتِغْفَارِ بِالْمَغْرِبِ، فَإِنَّ صَلَاةَ السَّحَرِ وَالِاسْتِغْفَارَ شَاهِدَانِ مِنْ شُهُودِ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ» [الأمالي الخميسية ١/ ٢٨٧].
  وفيها عنه ÷: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فيَعُطَى، هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ، فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا زَانِيَةٍ تَسْعَى بِفَرْجِهَا، أَوْ عَشَّارٍ» [الأمالي الخميسية ١/ ٢٨٦].
  وفيها سئل ÷: أَيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ دَعْوَةً؟ قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ» [الأمالي الخميسية ١/ ٢٨٥].
  وفيها سئل ÷: لِمَ أَخَّرَ يَعْقُوبُ بَنِيهِ إِلَى السَّحَرِ؟ قَالَ: «لِأَنَّ دُعَاءَ السَّحَرِ مُسْتَجَابٌ» [الأمالي الخميسية ١/ ٢٧٧].
  وقال علي #: (وَايْمُ اللهِ؛ لَأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ مَعَها إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ مَطْعُوماً، وَتَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً; وَلَأَدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاءٍ، نَضَبَ مَعِينُهَا مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا. أَتَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رَعْيِهَا فَتَبْرُكَ؟ وَتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ؟ وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ؟ قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ، وَالسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ!