قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين 133 الذين ينفقون في
  الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ حُورٍ شَاءَ» [تيسير المطالب ٥٥٨].
  وعنه ÷: «مَنْ رَدَّ غَضَبَهُ دَفَعَ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ» [تيسير المطالب ٥٥٩].
  الصفة الثالثة: العفو عن الناس، أي المسامحين لمن ظلمهم احتساباً: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[الشورى: ٤٠] «وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ» والعامل بهذه الصفة القليل.
  وقال علي #: (جُدْ(١) عَلَى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ؛ فَتَسْخِيرُ الْعَدُوِّ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ أَحَدُ الظَّفَرَيْنِ)، (تَجَرَّعِ الْغَيْظَ فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً، [وَلَا أَلَذَّ مَغَبَّةً](٢))، (لِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ).
  وقال # في صفة المتقين: (الْمُتِّقِي ... مَكْظُوماً غُيْظُهُ ... ، يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ).
  ثم قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤} أي يثيبهم ويكرمهم ويعظمهم.
  وعنه ÷: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَسَأَلَهُ حَاجَةً هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَيَرُدُّهُ عَنْهَا إلَّا قَالَ اللهُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَتَاكَ عَبْدِي الْمُؤْمِنُ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَسَأَلَكَ حَاجَةً قَدْ مَلَّكْتُكَ قَضَاءَهَا فَرَدَدْتَهُ عَنْهَا؛ لَا قَضَيْتُ لَكَ الْيَوْمَ حَاجَةً» [تيسير المطالب ٤٤٦].
  وعنه ÷: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ
(١) في نهج البلاغة: خُذْ، تمت.
(٢) ما بين المعكوفين زيادة في الديباج الوضي وفي النهج.