قوله تعالى: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل
  أمالي المرشد [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٣٧].
  ثم قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} أي بادروا وأسرعوا، كأنه تعالى قال: لتكن مفاخرتكم ومكاثرتكم في غير ما أنتم عليه، بل تكون مسابقتكم في طلب الآخرة.
  قال #: (لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ).
  وقوله: {عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} أي لو وصلت إحداهما بالأخرى، والعرض: السعة، {أُعِدَّتْ} أي هُيِّئَتْ {لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ} الموعود من المغفرة والجنة {فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}، وهم المؤمنون.
  قوله: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ} بالجدب والغلاء {وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ} كالأمراض والمصائب والقتل والموت {إِلَّا فِي كِتَابٍ} أي اللوح المحفوظ أو في علم محفوظ، {مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} أي نخلق الأرض والأنفس أو من قبل أن نخلق المصائب {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أي هين لا يعجز عنه، بل هو عالم به وبغيره ثم علل ذلك وبين وجه الحكمة فيه فقال: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا} أي تحزنوا {عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من الدنيا {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} من خيرها، فرح: بطر.
  قال علي #: (الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَينِ: قَالَ اللهُ تعالى: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} فَمَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى الْمَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحْ بِالْآتِي،