قوله تعالى: {فأما من طغى 37 وآثر الحياة الدنيا 38 فإن الجحيم هي المأوى 39 وأما من خاف مقام ربه ونهى
  قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} لا يجعلونها إلا في المواضع التي أحلها الله لهم من الأزواج وما ملكت أيمانهم فإنهم في ذلك غير ملومين، أي معاقبين، {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ} من الاستمتاع بغير الحلال كاليد وغيرها مما يستمتع به {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} أي المتجاوزون الحلال إلى الحرام، {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ} أي ما ائتمنوا عليه من أمر الدنيا والدين وما عوهدوا عليه {رَاعُونَ} حافظون مؤَدُّون، {وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ} يقيمونها ولا يكتمون، وكفى بقوله تعالى زجرا في الكتم: {وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة: ٢٨٣] ومحافظتهم على صلواتهم بأن يؤدونها كاملة في أوقاتها، ثم أخبر سبحانه بما أعد لمن كان على هذه الحالات وكان من أهل هذه الصفات فقال: {أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}.
  قال علي #: (مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ، وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمكْرُوبِ).
  قوله تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}[النازعات].
  {طَغَى} أي تجاوز الحد في ظلم نفسه بالمعاصي، {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} قدمها على الآخرة باتباع الشهوات، {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} أي مأواه ومنزله ومحله.
  قال ÷: «هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُ اللهُ عِلْماً بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ؟ هَلْ