قوله تعالى: {والعصر 1 إن الإنسان لفي خسر 2 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
  تَدْفَعُ مَصَارِعَ الشَّرِّ» [تيسير المطالب ٥٩٩].
  قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}[العصر: ١ - ٣].
  {وَالْعَصْرِ} أي الدهر أو آخر النهار أو صلاة العصر لفضلها، أقسم الله تعالى به {إِنَّ الْإِنسَانَ} أي كل مكلف في خسر في تجارته، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١٥}[الزمر].
  وهذه السورة فاجعة، وآياتها رائعة، حقيق لها أن تحترق لها الأفئدة بنيران الخوف الموقدة، وأن تصرف الهممَ إلى الخلوص من الخسران، والاستعانة على ذلك بالرحيم المنان، إذ قد حكم سبحانه على الكافة بالخسارة، والوقوع في الشقاوة، واستثنى من اتصف بأربع صفات:
  الأولى: قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}.
  وقد قال علي #: (الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، والْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجَهَادِ ... الخبر)، وقد مضى.
  وقال #: (الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ)، وروي في أمالي المرشد عن النبي ÷ مثله.
  الثانية: قوله: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، وهي الصلوات الخمس وكل عمل واجب.
  الثالثة: قوله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}، أي بالأمر الثابت وهو الخير كله من توحيد الله