المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في الاستغفار]

صفحة 18 - الجزء 1

  فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ» [تيسير المطالب ٤٤٠].

  وعنه ÷: «مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَبَالَغَ فِيهَا قُضِيَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَ كُتِبَتْ لَهُ عِبَادَةُ سَنَةٍ» [تيسير المطالب ٢٢٨ - ٤٤١].

  وعنه ÷: «مَنْ عَرَفَ لِكَبِيرٍ لِسِنِّهِ فَوَقَّرَهُ أَمَّنَهُ اللهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [تيسير المطالب ٤٤٣].

  وعنه ÷: «مِنْ أَوْجَبِ الْمَغْفِرَةِ إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ» [الأحكام ج ٢ - تيسير المطالب ٤٤٣ - الأمالي الخميسية ٢/ ٢٤٤].

  وعنه ÷: «أَثْبَتُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ: إنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللهِ، وَذكِرُ اللهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» [تيسير المطالب ٤٤٤ ومثله في الاعتبار].

  وقال علي #: (فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وَخَلَقَ اللهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ).

[في الاستغفار]

  ثم قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} أي ذنباً قبيحاً متزايداً فيه {أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} بأي ذنب {ذَكَرُوا اللَّهَ} أي وعيده أو جلاله {فَاسْتَغْفَرُوا} أي تابوا {وَلَمْ يُصِرُّوا} أي لم يديموا {عَلَى مَا فَعَلُوا} بل أقلعوا {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنَّ الذي أتوه معصية {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} ترغيباً في الطاعة.

  وقوله: {أُوْلَئِكَ} يحتمل أن يكون إشارة إلى الفريقين فيكون الجميع فرقة واحدة، ويحتمل أن يكون {وَالَّذِينَ} مبتدأ، خبره {أُوْلَئِكَ}، فيكونا فرقتين، فبين