المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في الاستغفار]

صفحة 19 - الجزء 1

  سبحانه أنَّ الجنة للمتقين ولمن عصى ثم تاب.

  وقد قال ÷: «مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَاتَ؛ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَرَمْلِ عَالِجٍ» [مسند الإمام زيد ٢٧٥ - تيسير المطالب ٣٥١ - حقائق المعرفة ٢٤٧].

  وقال ÷: «مَنْ خَتَمَ يَوْمَهُ يَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا كَانَ فِي يَوْمِهِ، أَوْ قَالَهَا فِي لَيْلٍ إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا كَانَ فِي لَيْلَتِهِ» [الأحكام ٢/ ٣٨٩ - أمالي أحمد بن عيسى - كتاب الذكر].

  وعنه ÷: «مَنْ لَزِمَ الْاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» [تيسير المطالب ٣٤٩ - الأمالي الخميسية ١/ ٣٢٣].

  وعنه ÷: «خَيْرُ الْعِبَادَةِ الْاسْتِغْفَارُ» [تيسير المطالب ٣٤٩].

  وقال ÷: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، وَدَوَاءُ الذُّنُوبِ الْاسْتِغْفَارُ» [تيسير المطالب ٣٥٢].

  وقال ÷: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللهَ وَاسْتَغْفَرَاهُ غُفِرَ لَهُمَا» [تيسير المطالب ٣٥٢].

  وقال ÷: «خَيْرُ الدُّعَاءِ الْاسْتِغْفَارُ، وَخَيْرُ الْعِبَادَةِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ» [تيسير المطالب ٣٥٢].

  وهذا الاستغفار إنما هو مع الندم على ما كان منه، والعزم على ترك أمثاله، ألا ترى إلى قول علي #: (أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ).

  وقوله: (إنَّ الْاِسْتِغْفَارَ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ:

  أَوَّلُهَا: النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.