[الذين يتوجب الإحسان إليهم]
  الأول: عبادة الله وحده، مخلصين له العبادة، غير مُرائين، كقوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}[الكهف]، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥].
[الذين يتوجب الإحسان إليهم]
  الثاني: الإحسان بالوالدين، وقد أكد سبحانه حقهم وكرره في القرآن: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣}[الإسراء] {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤}[لقمان] {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}[العنكبوت: ٨](١)، وقال سبحانه في الوالدين الكافرين: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان: ١٥].
  قال علي #: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّآتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ١١٤}[هود] فَسُئِلَ #: مَا الْكَبَائِرُ؟ فَقَالَ: قَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالْيَمِينُ الغَمُوسُ) [مسند الإمام زيد ٩٠ - أمالي أحمد بن عيسى].
  الثالث: وبذي القربى، وهم قرابة النسب، وقد أكد الله حقهم في غير موضع: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَّاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}[النساء: ١].
  وعنه ÷: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي يُكَفُّ عَنْهَا الْبَلَاءُ مَا لَمْ يُظْهِرُوا خِصَالاً: عَمَلاً بِالرِّبَا، وَإِظْهَارَ الرُّشَا، وَقَطْعَ الأَرْحَامِ، وَتَرْكَ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، وَتَرْكَ هَذَا الْبَيْتِ
(١) وهي في سورة الأحقاف الآية ١٦ على قراءة نافع، وقراءة حفص: {إحْسَاناً}.