المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[الذين يتوجب الإحسان إليهم]

صفحة 29 - الجزء 1

  وقال علي # في وصيته للحسنين: (اللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ، مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ).

  التاسع: ابن السبيل - وهو الذي انقطع عن بلده، والإحسان إليه: إيواؤه ومعونته وإعطاؤه حقه، وقيل: الضيف.

  العاشر: ما ملكت أيمانكم من الرقيق والبهائم، عنه ÷: «حُسْنُ الْمَلَكَةِ نَمَاءٌ، وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ» [تيسير المطالب ٤٣٦].

  وعنه ÷: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُكْتَبُ جَبَّاراً وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ» [تيسير المطالب ٤٣٨ - ومثله في أمالي أحمد بن عيسى والأحكام ٢/ ٤٠٠].

  وقال ÷: «أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ، لَمْ يُنْجَرُوا مِنْ شَجَرٍ، وَلَمْ يُنْحَتُوا مِنْ جَبَلٍ، أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاسْقُوهُمْ مِمَّا تَشْرَبُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ» [مسند الإمام زيد ٢٦٠ - تيسير المطالب ٥١٧ - شفاء الأوام].

  ثم لما ذكر تعالى هذه الأصناف قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ٣٦}⁣[النساء] المختال ذو الخيلاء والكبر، وفَخُورٌ: أي فخور على الناس بما أوتي من الرزق وغيره، وعنه ÷: «آفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ» [تيسير المطالب ٤٦١] لأن المختال يأنف من أقاربه إذا كانوا فقراء ومن جيرانه إذا كانوا ضعفاء، فلا يحسن عشرتهم لكِبْرِه وتطاوله، ثم وصف المختال الفخور بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ .... إلخ}⁣[النساء: ٣٧] فيدل على قبح البخل بالعلم والدين، والبخل بالمال وكتمان ذلك؛ لأنه كفر للنعمة.