المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية
  
  الحمد لله رب العالمين، اللهم وصل وسلم على خاتم النبيئين، وعلى عترته المتقين.
  تَخَلَّقْ بأخلاق المؤمنين، واتَّصِفْ بأوصاف المتقين والمجتبين، والْزَمْ آداب ربِّ العالمين، وما وصف به عباده الصالحين، وما ندب وأمر به في الذكر المبين، انْتَهِ عمَّا نهى عنه؛ تَفُزْ مع الفائزين في جوار ربِّ العالمين، وخذ الجميع من الكتاب المنزل على خاتم النبيئين، وفيه - إن سمعت ووعيت ولو ما(١) سرده الآن - شفاء من الداء العظيم، فلازم تلاوة ذلك بتفكر وتدبر تفزْ - إن شاء الله - بالثواب الجسيم.
  هذا؛ واقتبسْ رحمك الله مما تيسر لي من قول النبي والوصي صلى الله عليهما وعلى آلهما، [استطرادا لشرح هذه الأنوار تنجُ إن شاء الله من الأخطار] وما نقلته عنهما فهو من مجموع زيد بن علي، ونهج البلاغة، وأحكام الهادي، وتيسير المطالب في أمالي أبي طالب وهو الغالب.
  وإذا سنح لي أن أذكر خبراً من غير هذه الكتب ذكرت الكتاب الذي نقلته منه إن شاء الله، وبالله الثقة والعون، وسميت هذه: بـ (المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية إلى الجنة الشامخة العالية). قال #: وأنا مستمد ممن اطلع على هذا؛ الدعاء لي بحسن الخاتمة والتسديد والتوفيق إن كنتُ حَيّاً، وبالعفو والمغفرة إن كنتُ ميتاً.
  وأسأل الله العظيم أن يكافئ من دعا لي بأضعاف ما دعا.
(١) (ما) موصولة بمعنى الذي، وقوله: إن سمعت ووعيت، جملة معترضة، تمت، هامش نسخة.