[في الحسد]
  وَجَلَّ قَدْ أَذِنَ لِي فِي ذَلِكَ، فَيَنْطَلِقُ بِهِ آخِذاً بِيَدِهِ، لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ ø لَهُمَا وَمَنِّهِ عَلَيْهِمَا» [تيسير المطالب ٥٦٨].
[في الحسد]
  قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ٥٤}[النساء: ٥٤]
  هذه من أوصاف اليهود. {أَمْ}: أي بل. و {النَّاس}: النبي ÷ والمؤمنون، والفضل: النبوة والإيمان والنصرة والغلبة وغير ذلك. والملك العظيم: النبوة والإمامة، ونحو ملك سليمان، وما أبيح لداوود من التسع والتسعين من النساء، ولسليمان قيل مائة وقيل ألف، ما بين حرة وسرية.
  دلت هذه الآية أن الكتاب والحكمة والملك في آل إبراهيم، ودلت على تحريم الحسد، وأنه من أخلاق اليهود أخزاهم الله.
  والحسد: كراهة وصول النعم أو بقائها للغير لا لوجه يقتضي ذلك من عداوة أو غيرها، وهو داءٌ، إن لم يدافعه العبد ربما أدى إلى معارضة الباري جل وعلا، ومخالفة مراد الله؛ لأن الله سبحانه أراد له النعمة، والحاسد أراد زوالها كاليهود في حسدهم {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ..... وَسْئَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِه}[النساء: ٣٢] {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥}[الفلق] ومع الحسد لا يمكن أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
  وسأل معاذٌ رسول الله ÷ عن أفضل الإيمان، فقال: «أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وَتَبْغَضَ لِلَّهِ، وَتَعْمَلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ، قَالَ: ومَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ