المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في الحسد]

صفحة 33 - الجزء 1

  تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ» [تيسير المطالب ٤٥٥].

  وقال ÷: «لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ؛ قَالَ: أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ وَتَوَاصَلُوا وَتَبَاذَلُوا» [مسند الإمام زيد ٢٦٠ - الأمالي الخميسية ٢/ ٢٠٠ - الشفاء].

  وقال ÷: «لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يُحِبَّ لِلْمُؤْمِنِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» [تيسير المطالب ٢٣٥].

  وقال ÷: «خَمْسٌ لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِنَّ أَحَدٌ: مَعْرِفَةُ اللهِ؛ أَنْ تَعْرِفَ اللهَ وَلَا تُشَبِّهَهُ بِشَيْءٍ، وَمَنْ شَبَّهَ اللهَ بِشَيْءٍ أَوْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ فَهُوَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاجْتِنَابُ الظُّلْمِ» [تيسير المطالب ٤٥٤ - حقائق المعرفة] انتهى.

  ومع الحسد يصعب الحب في الله، فيدافعه بما أمكن من الرضا بقضاء الله، ومن المواصلة وترك المقاطعة.

  قال علي #: (الْانْقِباضُ يَجْلِبُ الْعَدَاوَةَ، وَالْخُلْطَةُ تُورِثُ الْمَحَبَّةَ).

  وقال #: (شَرُّ أَخْلَاقِ الْمَرْءِ الْحَسَدُ).

  وقال: (لَا تَحَاسَدُوا، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ).

  وقال علي #: (الْحِرْصُ⁣(⁣١) وَالْكِبْرُ وَالْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ، وَالشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ).

  وقال: (الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الْاِسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ⁣(⁣٢)، وَالتَّقْصِيرُ عَنِ الْاِسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ


(١) الحرص: أن تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك.

(٢) وهو التصريح فوق ما ينبغي، تمت، هامش الأصل.