المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في الاستغفار أيضا]

صفحة 35 - الجزء 1

[في الاستغفار أيضا]

  وقد حث الله نبيه على الاستغفار فكيف بنا: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}⁣[محمد: ١٩] [غافر: ٥٥]، {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣}⁣[النصر] {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ١٠٦}⁣[النساء].

  ولما بعث الله محمداً ÷ صاح إبليس وانطلق إلى تهامة، فقال يا جبريل: هل إليه سبيل؟ قال: لا، هذا النبي المعصوم، قال: فإلى أمته؟ قال: إنهم يستغفرون، فإذا استغفروا يغفر لهم، فخرج يُوَلْوِلُ.

  وقال حذيفة: يا رسول الله؛ أحرقني لساني، قال: «يا حُذَيْفَة؛ أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» [تيسير المطالب ٣٥٠ - الاعتبار ٤٥٥ - الأمالي الخميسية ١/ ٣٠٩].

  وقال علي #: (عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الْاِسْتِغْفَارُ).

  وقال: (كَانَ فِي الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهِ ÷، وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالْاِسْتِغْفَارُ، قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ٣٣}⁣[الأنفال] انتهى.

  فعليك بالاستغفار ففيه خير الدنيا والآخرة، وغفران الذنوب، قال هود #: {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}⁣[هود: ٥٢] والقوة: الأموال والأولاد وغيرهما.

  وقال نوح #: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ١١ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ