المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسراءيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

صفحة 49 - الجزء 1

  وعنه ÷: «مَنْ أَنْكَرَ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْحَقِّ، وَمَنْ أَنْكَرَ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ بِخَصْلَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ، وَمَنْ أَنْكَرَ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ بِالْحَقِّ كُلِّهِ» [تيسير المطالب ٤١١].

  وعن علي #: (إنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِارْتِكَابِهِمُ الْمَعَاصِي، ثُمَّ لَمْ يَنْهَهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَزَلَتْ بِهِمُ العُقُوبَاتُ، أَلَا فَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمْ مَا نَزَلَ بِهِمْ، الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا يُقَدِّمُ أَجَلاً وَلَا يَدْفَعُ رِزْقًا) [تيسير المطالب ٤١٠].

  وقال علي #: (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ نَبَغَ فِيهِمْ قَوْمٌ مُرَاءُونَ فَيَتَقَرَّأُونَ وَيَتَنَسَّكُونَ، لَا يُوجِبُونَ أَمْراً بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا نَهْياً عَنِ الْمُنْكَرِ إلَّا إِذَا أَمِنُوا الضَّرَرَ، يَطْلُبُونَ لِأَنْفُسِهِمُ الرُّخَصَ وَالْمَعَاذِيرَ، يَتْبَعُونَ زَلَّاتِ الْعُلَمَاءِ وَمَا لَا يَضُرُّهُمْ فِي نَفْسٍ وَلَا مَالٍ، فَلَوْ أَضَرَّتِ الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَسَائِرُ مَا يَعْمَلُونَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ لَرَفَضُوهَا، وَقَدْ رَفَضُوا أَسْنَمَ الفَرَائِضِ وَأَشْرَفَهَا: الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَن الْمُنْكَرِ، فَرِيضَةً عَظِيمَةً بِهَا الْتِآم الفَرَائِضُ، إنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ سَبِيلُ الْأَنْبِيَاءِ وَمِنْهَاجُ الصَّالِحِينَ، فَرِيضَةٌ بِهَا تُقَامُ الفَرَائِضُ وَتَحِلُّ الْمَكَاسِبُ وَتُرَدُّ الْمَظَالِمُ، وَتُعْمَرُ الْأَرْضُ، وَيُنْتَصَفُ مِنَ الْأَعْدَاءِ، فَأَنْكِرُوا الْمُنْكَرَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَصُكُّوا بِهَا جِبَاهَهُمْ، وَلَا تَخَافُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ).

  قَالَ: (وَأَوْحَى اللهُ ø إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ: إِنِّي مُعَذِّبٌ مِنَ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ، أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ، فَقَالَ: يَا رَبِّ؛ هَؤُلَاءِ الأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ؟ قَالَ: دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي) [تيسير المطالب ٤٠٤].

  وعن النبي ÷: «قَالَ مُوسَى بنُ عِمْرَانَ # لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: