قوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان
  يَا رَبِّ؛ مَنْ أَهْلُكَ الَّذِينَ تُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ؟ قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: الطَّاهِرَةُ قُلُوبُهُمْ، البَرِيئَةُ أَيْدِيهِمْ، الَّذِينِ يَكْتَفُونَ بِطَاعَتِي كَمَا يَكْتَفِي الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ بِاللَّبَنِ، الَّذِينَ يَأْوُونَ إِلَى مَسَاجِدِي كَمَا تَأْوِي الطُّيُورُ إِلَى أَوْكَارِهَا، الَّذِين يَغْضَبُونَ لِمَحَارِمِي إِذَا اسْتُحِلَّتْ كَالنَّمِرِ إِذَا طُرِدَ» [تيسير المطالب ٥٥٩ - كتاب الذكر].
  قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٦٨ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ٦٩}[الأنعام: ٦٨ - ٦٩]
  {يَخُوضُونَ} أي يجولون {فِي آيَاتِنَا} أي القرآن ودلائلنا بالاستهزاء فلا تجالسهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وقوله: {وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى} أي أنساك بعد نَهْيِنا إياك عن الجلوس، فلا تقعد بعد أن تذكر نهينا لك، أو لا تقعد بعد أن ذكرناك بالوحي قُبْحَها، أو لا تقعد بعد أن تذكرهم بالوعظ، وعليك القيام بعد ذلك.
  دلت الآية الكريمة على وجوب الإعراض عن مجالسة المستهزئين بآيات الله أو بحججه أو برسوله، وجواز مجالسة الكفار مع عدم الخوض، وكذلك تدل على المنع من مجالسة الفسقة إذا أظهروا المنكرات، ودلت أن الناسي مرفوع عنه الحرج.
  وقوله تعالى: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ ...} أي ليس على المجالسين وهم متقون من حساب الخائضين شيء، {وَلَكِن ذِكْرَى} أي عليهم أن يُذَكِّروهم بوعد الله