المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شي ئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا

صفحة 62 - الجزء 1

  عَمَلاً فِي رِيَاءٍ» [تيسير المطالب ٥٥٦ - الأمالي الخميسية ٢/ ٣١٠ - ومثله في مسند الإمام زيد ٧٠ - الأحكام ١/ ٤٣ - أمالي أحمد بن عيسى].

  وقال علي #: (إِنَّهُ لَا يَنْفَعُ عَبْداً - وَإِنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَأَخْلَصَ فِعْلَهُ - أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، لَاقِياً رَبَّهُ بِخَصْلَةٍ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا: أَنْ يُشْرِكَ بِاللهِ فِيمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ، أَوْ يَشْفِيَ غَيْظَهُ بِهَلَاكِ نَفْسٍ، أَوْ يُقِرَّ⁣(⁣١) بِأَمْرٍ فَعَلَهُ غَيْرُهُ، أَوْ يَسْتَنْجِحَ حَاجَةً إِلَى النَّاسِ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ فِي دِينِهِ، أَوْ يَلْقَى النَّاسَ بِوَجْهَيْنِ، أَوْ يَمْشِيَ فِيهِمْ بِلِسَانَيْنِ). انتهى.

  الثانية: قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} والمراد وأحسنوا بالوالدين إحساناً، وهذا يدل على رحمة الله للوالدين؛ إذ أمر بالإحسان إليهما؛ إذ ليس أحدٌ أحق بالإحسان منهما، لأن الوالد شفيق على ولده، ويكون عنده بمنزلة كبده، فأراد الله من عباده الرحمة للوالدين بما فعلا من الجميل والإحسان، وكفلا بتعب النفوس والأبدان.

  الثالثة: قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ} والإملاق: الفقر، أي من خوفه. وعن عبد الله سألت رسول الله ÷: أي الذنب أعظم؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ...» الخبر [تيسير المطالب ٥٣١ - شفاء الأوام].


(١) كذا في الأصل، والصواب: يَعُرَّ، وبنصب (غَيْرَهُ) على أنه مفعول لـ (يعر) ولا يستقيم المعنى إلا بذلك، وقد لمح له ابن أبي الحديد في غضون شرحه، وهو مأخوذ من عرَّهُ بِشَرٍّ، أي لطخه به وعابه، ذكره في القاموس، ولا يستقيم معناها بالقاف من الإقرار، ولو كان رواية الإمام يحيى في الديباج ورواية غيره، فمعناها على ذلك ضعيف جدًّا، وهذا بعد البحث والتحقيق المُضْني، فتأمل ترشد، تمت، إملاء سيدي أحمد حسن أبو علي حفظه الله.