قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شي ئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا
  ثم قال تعالى: {نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} وهذا ضمان جميل من الله سبحانه لأرزاق عباده، الكفيل والمكفول، فلا يهولنك مع ضمانه سبحانه كثرة الأولاد من ذكور وإناث، فلن يعدو أحداً منهم ما كتب له، ولن يموت حتى يستوفي رزقه، فعليك بالتوكل على الله في رزقك ورزق من تخلف، ولا تكترث؛ فكفى بإخبار الله وثيقة.
  وعنه ÷: «مَن أمْسَى وَأَصْبَحَ وَالآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ جَعَلَ اللهُ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ أمْرَهُ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمَسَى وَالدُنيا أَكْبَرَ هَمِّهِ جَعَلَ اللهُ الفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أمْرَهُ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الْدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ لَهُ» [تيسير المطالب ٥٠٩ - ونحوه في الأمالي الخميسية ٢/ ٢١٥].
  وعن علي #: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللهِ ø أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ) [تيسير المطالب ٥٠٦ - وفي الاعتبار ٢٦١ عن رسول الله].
  وقال #: (النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلَانِ:
  عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ، وَيأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ.
  وَعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً، وَمَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً، فَأَصْبَحَ وَجِيهاً عِنْدَ اللهِ، لَا يَسْأَلُ اللهَ شَيْئاً فَيَمْنَعَهُ).
  وقال #: (اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ - وإِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ واشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ وقَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ - أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، ولَمْ يَحُلْ بَيْنَ