المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شي ئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا

صفحة 64 - الجزء 1

  الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وقِلَّةِ حِيلَتِهِ وبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَالْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ، والتَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغْلًا فِي مَضَرَّةٍ).

  وقال #: (الرِّزْقُ رِزْقَانِ: فرِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ! كَفَاكَ كُلُّ يَوْم مَا فيِهِ، فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدِ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ لِمَا لَيْسَ لَكَ، وَلَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، وَلَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، وَلَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ).

  وقال #: (ارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللهِ، وَلِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللهِ).

  الرابعة: قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.

  الخامسة: قوله تعالى: {وَمَا بَطَنَ} المراد: النهي عن كل قبيح على كل وجه، إذ هو عام لكل الفواحش ظاهرها وباطنها، والنهي عن قربها مبالغة في النهي عنها. قال تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}⁣[الأنعام: ١٢٠].

  وعن علي #: (مَنْ سَرَّهُ الغِنَى بِلَا مَالٍ، وَالعِزُّ بِلَا سُلْطَانٍ، وَالْكَثْرَةُ بِلَا عَشِيرَةٍ؛ فَلْيَخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ) [تيسير المطالب ٥٠٥].

  وعن علي #: أن رسول الله ÷ خطب فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ الْمَوْتَةَ الْمَوْتَةَ، الوَحيةَ الوَحيةَ، لَا رَدَّةَ؛ سَعْادَةٌ أَوْ شَقَاوَةٌ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ بِالرُّوحِ وَالرَّاحَةِ لِأَهْلِ دَارِ الْحَيَوانِ الَّذِينَ كَانَ لَهَا سَعْيُهُمْ وَفِيهَا رَغْبَتُهُمْ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْوَيْلِ وَالْحَسْرَةِ وَالْكَرَّةِ الْخَاسِرَةِ لأَهْلِ دَارِ الغَرُورِ الَّذِينَ كَانَ لَهَا سَعْيُهُمْ وَفِيهَا رَغْبَتُهُمْ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ وَجْهَانِ يُقْبِلُ بِوَاحِدٍ وَيُدْبِرُ بِآخَرَ، إِذَا رَأَىَ