المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شي ئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا

صفحة 65 - الجزء 1

  بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ خَيْرَاً حَسِدَهُ، وَإنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ خُلِقَ لِلْعِبَادَةِ فَأَلْهَتْهُ الْعَاجِلَةُ عَنِ الْآجِلَةِ، فَزَالَتْ عَنْهُ العَاجِلَةُ وَشَقِيَ بِالْعَاقِبَةِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاخْتَالَ، وَنَسِيَ الكَبِيرَ الْمُتَعَالِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ بَغَى وَعَتَى وَنَسِيَ الْمَبْدَأَ وَالْمَعَادَ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ هَمٌّ يُضِلُّهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغَبٌ يُذِلُّهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ طَمَعٌ يَزِلُّهُ» [تيسير المطالب ٢٦٠].

  السادسة: قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}.

  وعنه ÷: «مَنْ لَقِيَ اللهَ بِدَمٍ حَرَامٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ» [تيسير المطالب ٥٦٩].

  وقال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}⁣[النساء: ٩٣] وكفى بهذه الآية زجراً لمن تذكر.

  وعنه ÷: «قِتَالُ الْمُسْلِمِ دُونَ مَالِهِ شَهَادَةٌ» [تيسير المطالب ٥٣٢].

  السابعة: قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، أي: الخصلة التي هي أحسن وهي حفظه وتثميره لحتى يبلغ رشده، وخص مال اليتيم وإن كان مال غيره في التحريم بمثابته لأن الطمع لقلة مراعيه أقوى، {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ١٠}⁣[النساء: ١٠]، كفى بهذه الآية نهياً وزجراً وتخويفاً عن مال اليتيم.

  وقال علي #: (ظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ). الثامنة والتاسعة: قوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ} يعني بالعدل، قال تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ١ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمْ