قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شي ئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا
  أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ٣}[المطففين: ١ - ٣] وكفى بهذه الآية زجراً عن بخس الكيل والميزان.
  وعن علي # أنه قام في سوق الكوفة على دابته فنادى ثلاثا: (يَا مَعْشَرَ النَّاسِ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ فَإنَّهُ وَصِيَّةُ اللهِ فِي الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ، وَزِنُوا بِالْقُسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ، وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، وَلَا تَغُشُّوا هَذِهِ الفِضَّةَ الْجَيِّدَةَ بِالزِّئْبَقِ وَلَا بِالكُحْلِ فَتَكُونُوا غَداً مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) [تيسير المطالب ٢٩٤ - أمالي أحمد بن عيسى - الحدائق الوردية].
  ثم قال تعالى: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} لأن المحافظة على العدل لا زيادة ولا نقص فيهما حرج، فأمر بالوسع وما عداه مغفور، فسبحانه ما ألطفه.
  العاشرة: قوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} أي اصدقوا في مقالتكم، وهذه اللفظة من الأوامر العجيبة البليغة التي يدخل فيها مع قلة حروفها وعذوبة لفظها الإقرار والشهادة والوصايا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفتاوى والأحكام والقضايا والمذاهب وغيرها من التكاليف، ثم قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} أي ولو كان المقول له أو عليه ذا قرابة منكم، وحذرهم وزجرهم من ترك قول العدل بعموم قوله تعالى - وهي الحادية عشرة -: {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} وذلك كل ما أوجبه الإنسان على نفسه من نذر أو غيره، وكذا فرائضه وما أوجب علينا لأن الجميع داخل في اسم أنه عهد الله.
  ثم قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} بالفتح على تقدير اللام، والكسر استئنافاً، أي هذا الذي وصيتكم به فاتبعوه {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} أي الطرق الخارجة عن الحق، المخالفة لدين النبي ÷ {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} أي