قوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة
  ويدخل تحت الزينة أنواع الملبوس، وتنظيف البدن، والركوب، وأنواع الحلي، إلا ما خُص.
  ويدخل في الطيبات كل ما يستلذ ويشتهى من الحلال من أنواع المأكولات والمشروبات والتمتع بالنساء والطيب وغير ذلك، وهذا مؤكد بنحو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}[المائدة: ٨٧] {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}[التحريم: ١] {يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}[المائدة: ٤] {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}[المائدة: ٥].
  وفي (العلوم): حدثنا محمد عن أبي الطاهر، عن أبيه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: جاء عثمان بن مظعون إلى النبي ÷ ... إلى أن قال: قد هممت أن أُحَرِّمَ خولةَ زوجتي؟ قال ÷: «لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخَذَ بِيَدِ زَوْجُتِهِ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِائَةَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ سَيِّئَةٍ، فَإِنْ قَبَّلَهَا كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، فَإِنْ أَلَمَّ بِهَا حَضَرَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا اغْتَسَلَا لَمْ يَمُرَّ الْمَاءُ عَلَى شَعَرَةٍ مِنْهُمَا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُمَا بِهَا حَسَنَةً وَمَحا عَنْهُمَا سَيِّئَةً. وَقَالَ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدَيَّ هَذَيْنِ اغْتَسَلَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ، عَلِمَا أَنِّي رَبُّهُمَا، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمَا، فَإِنْ كَانَ لَهُمَا فِي وَقْعَتِهِمَا تِلْكَ وَلَدٌ فَتَقَدَّمَهُمَا كَانَ شَفِيعاً لَهُمَا، فَإِنْ تَأَخَّرَهُمَا كَانَ نُوراً لَهُمَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا فِي وَقْعَتِهِمَا كَانَ لَهُمَا وَصِيفٌ فِي الْجَنَّةِ» ثم ضرب رسول الله ÷ بيده صدري ثم قال: «يَا عُثْمَانُ؛ لَا تَرْغَبْ عَنْ سُنَّتِي فَإِنَّهُ مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَتِي عَرَضَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَصَرَفَتْ وَجْهَهُ عَنْ حَوْضِي» انتهى [أمالي أحمد بن عيسى - شفاء الأوام].