قوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة
  أَتَدْرِي مَنْ أَطَابَ الكَلَامَ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، تَدْرِي مَنْ أَدَامَ الصِّيَامَ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَلَمْ يَفْطِرْ مِنْهُ يَوْماً، تَدْرِي مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: مَنْ طَلَبَ لِعِيَالِهِ مَا يَكُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ، تَدْرِي مَنْ تَهَجَّدَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ؟ قَالَ: اللهً وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: مَنْ لَمْ يَنَمْ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ». ويعني بالناس نيام: اليهود والنصارى، فإنهم ينامون فيما بينهما [تيسير المطالب ٥٩٤].
  ثم قال تعالى: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني غير خالصة لهم لمشاركة غيرهم فيها، بل هي خالصة لهم يوم القيامة لا يشاركهم فيها أحد.
  قال علي #: (اعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ أَنَّ الْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْيَا وَآجِلِ الْآخِرَةِ، فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ، وَلَمْ يُشَارِكُهُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ; سَكَنُوا الدُّنْيَا بَأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ، وَأَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ، فَحَظُوا مِنَ الدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِهِ الْمُتْرَفُونَ، وَأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ الْجَبَابِرَةُ الْمُتَكَبِّرُونَ، ثُمَّ انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ، أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ، وَتَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ اللهِ غَداً فِي أُخْرَاهُمْ، لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ، وَلَا يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ). انتهى.
  وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ١٢٨}[النحل: ١٢٨] {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٦}[الأعراف: ٥٦] {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ}[النحل: ٣٠] {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٢ - ٣] {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤}[الطلاق: ٤] ثم قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}[الأعراف: ٣٣] أي ما تزايد قبحه؛