المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين 199 وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه

صفحة 80 - الجزء 1

  وَيُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَالْخَطَأ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ .... وَلَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ، وَلَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ عِنْدَهَا مَنْدُوحَةً، [وَلَا تَقُولَنَّ: إِنِّي مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ، فَإِنَّ ذلِكَ إِدْغَالٌ فِي الْقَلْبِ، وَمَنْهَكَةٌ لِلدِّينِ]⁣(⁣١)، وَتَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ).

  وقال #: (الْحِلْمُ فِدَامُ⁣(⁣٢) السَّفِيهِ، وَالْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ)، (أَغْضِ عَلَى الْقَذَى وَإِلَّا لَمْ تَرْضَ أَبَداً)، (مَنْ لَانَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ)، (مِنْ أَشْرَفِ أَفْعَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ)، (وَبِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الْأَنْصَارُ عَليْهِ)، (ازْجُرِ الْمُسِيءَ بِثوَابِ الْمُحْسِنِ) (التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ)، (مَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ دَيْدَناً لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ)، (مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ)، (هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ)، (الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ، وَالْاِحْتِمالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ)، و (مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ)، (أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوآتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلَّا وَيَدُ اللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ).

  وقال #: (وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، عِنْدَ الْأَمْرِ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ، وَإِنَّ الْأَمْرَ بالْمَعْروُفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ) [نهج البلاغة - الديباج].

  ثم قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ}⁣[الأعراف: ٢٠٠] أي ينخسنك عنه نخس بأن يحملك بوسوسته على خلاف ما أُمِرت به {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} أي: استجر به، ولا تطعه، و النزغ: الغرز والنخس، كأنه ينخس الناس حين يغريهم على


(١) ما بين المعقوفين زيادة من الديباج الوضي ونهج البلاغة.

(٢) الْفِدَامُ: بِالْكَسْرِ مَا يُوضَعُ فِي فَمِ الْإِبْرِيقِ لِيُصَفَّى بِهِ مَا فِيهِ، تمت، مختار، وقال في هامش الأصل: الفدام الخرقة التي يشد بها المجوسي فمه.