قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى
  ليعرف ما أَمَر به، وما نَهى عنه، وما وَعد به وتوعد؛ ليزداد إيماناً إلى إيمانه، ويتدبر الآيات المثيرة لدفائن العقول لتحصل الزيادة.
  الثالثة: قوله: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٢} فلا يفوضون أمورهم إلا إليه.
  قال علي # في وصيته للحسن: (وَأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ، فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ، [وَمَانِعٍ عَزِيزٍ](١)، وَأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ، فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَالْحِرْمَانَ، وَأَكْثِرِ الاسْتِخَارَةَ).
  وعنه ÷: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يَكُونَ كَلّاً وَعِيَالاً عَلَى الْمُسْلِمِينَ» [مسند الإمام زيد ٢٥٩].
  وقال علي للحسن @: (خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ، وَتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ).
  الرابعة: قوله: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} أي يفعلونها كاملة في أوقاتها.
  الخامسة: قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ٣} الزكاة وغيرها، جمع تعالى بين أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل وبين أعمال الجوارح من الصلاة والصدقة.
  ثم أثبت تعالى لمن هذه صفته أمور أربعة:
  الأول: قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} أي هم المؤمنون بالحقيقة.
  الثاني: قوله تعالى: {لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ} أي شرف وكرامة وعلو منزلة.
  الثالث: قوله {وَمَغْفِرَةٌ} أي ستر لذنوبهم.
  الرابع: قوله: {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٤} يعني نعيم الجنة لهم منافع حسنة دائمة على
(١) ما بين المعقوفين زيادة من الديباج الوضي ونهج البلاغة.