المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى

صفحة 87 - الجزء 1

  وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ، وَشَنَآنِ الْفَاسِقيِنَ؛ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْمُنَافِقِينَ، وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لله غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [نهج البلاغة قسم الحكم - الأمالي الخميسية ١/ ١٠٥ - الديباج].

  وقال #: (لَأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ يَنسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي:

  الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ، وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالتَّصْدِيقُ هُوَ الْإِقْرَارُ، وَالْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ، وَالْأَدَاءُ هَوَ الْعَمَلُ).

  وقال #: (لَا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللهِ سُبْحَانَهُ أَوْثَقَ مِنهُ بِمَا فِي يَدِهِ).

  وقال #: (الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ).

  وعن أبي أمامة أن رجلا سأل رسول الله ÷ مَا الْإِيمَانُ؟، قَالَ: «إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ». قَالَ: فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: «إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ» [تيسير المطالب ٢٣١].

  واعلم أن التوكل هو الاعتصام بالله دون خلقه في معيشة وغيرها، وقد قال ÷: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّهٌ شَيْئاً إلَّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلُّهُمْ، وَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إلَّا عِنْدَ اللهِ» [تيسير المطالب ٣٢٨].

  وقال عَلِيٌّ #: (لَا يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ إِلَّا رَبَّهُ).

  فطلب المعيشة على ثلاثة أقسام:

  الأول: أنَّ الأَوْلَى لصاحب العبادة والمشتغل بتربية العلم وطلبه والقضاة ونحوهم التناول من أموال المصالح وترك التكسب؛ لرزق علي # لشريح من