قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى
  بيت المال على اشتغاله بالقضاء ونحوه.
  الثاني: حيث لم يَتَأَتَّ التناول، فإن كانوا واثقين من أنفسهم بعدم انتظار الناس متى يُتَصدَّق عليهم، ولا رجاء لهم فيهم؛ فلا بأس بتركه مع استعمال الصبر، وعليه يحمل قول علي #: (وَعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً، وَمَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً).
  وقوله وَقَدْ سُئِلَ: لَوْ سُدَّ عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتِهِ وَتُرِكَ فِيهِ، مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيهِ رِزْقُهُ؟ فَقَالَ: (مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ).
  وقوله: (خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ، وَتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ).
  وقوله: (الرِّزْقُ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ).
  ومما ورد في الأدعية والرواتب من تحصيل الرزق بها، وقد سبق شيء من ذلك.
  الثالث: ما عداهما، الأَوْلَى له التوكل بطلب المعيشة له ولعوله بالكد، وعليه يحمل قوله ÷: «كَفَى بِالْمَرْءِ إثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ أَوْ يَكُونَ عِيَالاً عَلَى النَّاسِ» [مسند الإمام زيد ١٤٢ - أمالي أحمد بن عيسى - تيسير المطالب ٤٢٧].
  وقوله ÷: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يَكُونَ كَلاًّ وَعِيَالاً عَلَى الْمُسْلِمِينَ» [مسند الإمام زيد ٢٥٩].
  وقول علي #: (لَا تَتَّكِلْ فِي مَعِيشَتِكَ عَلَى كَسْبِ غَيْرِكَ تَنْتَظِرُ مَتَى يَتَصَدَّقُ عَلَيْكَ) [تيسير المطالب ٥٦٢].
  وقوله #: (لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَلَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ) [نهج البلاغة - الديباج] وهو فعل