المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى

صفحة 89 - الجزء 1

  سادات الأمة وأعيان الصحابة والتابعين.

  وعنه ÷: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣٦٤ - تيسير المطالب ٥٠٠ - حقائق المعرفة ٢٠٤].

  وعنه ÷: «كَانَ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ: وَعَلَى الْعَاقِلِ أَلَّا يَكُونَ ظَاعِناً إِلَّا لِثَلَاثٍ: تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ» [المصابيح في السيرة ١٣٤ - تيسير المطالب ٤٦٣ - نهج البلاغة - الديباج].

  وإذ هو جهاد لقول علي #: (الْاِكْتِسَابُ مِنَ الْحَلَالِ جِهَادٌ، وَإِنْفَاقُكَ إِيَّاهُ عَلَى عِيَالِكَ وَأَقَارِبِكَ صَدَقَةٌ، وَلَدِرْهَمٌ حَلَالٌ مِنْ تِجَارَةٍ أَفْضَلُ مِنْ عَشَرَةٍ مِنْ غَيْرِهِ) [مسند الإمام زيد ١٧٧].

  وللتكسب شروط: منها: تجنب الحرام، ومنها: حسن النية ليفوز بالأجر، لقوله ÷: «تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلٌ خَرَجَ ضَارِباً فِي الْأَرْضِ يَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللهِ يَعُودُ بِهِ عَلَى عِيَالِهِ» [مسند الإمام زيد ٢٧١ - أمالي أحمد بن عيسى - تيسير المطالب ٤٢٦].

  ولما سئل ÷: أي الكسب أفضل؟ قال: «عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُ الْمُؤْمِنَ الْمُحْتَرِفَ، وَمَنْ كَدَّ عَلَى عِيَالِهِ كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ» [مسند الإمام زيد ١٧٨].

  وقول علي #: (مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالاً تَعَطُّفاً عَلَى وَالِدٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَوْجَةٍ بَعَثَهُ اللهُ وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ) [مسند الإمام زيد ١٧٨ - أمالي أحمد بن عيسى].

  وقول النبي ÷: «مَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَخَادِمِهِ فَهُوَ صَدَقَةٌ» [تيسير المطالب ٤٢٤] ونحو ذلك.