المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في بر الوالدين وصلة الرحم]

صفحة 9 - الجزء 1

  وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: «تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ ذَاتَ رَحِمِكَ» فَأدْبَرَ الرُّجُلُ، فقال ÷: «إنْ تَمَسَّكَ بِمَا أَمَرْتُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [تيسير المطالب ٤٢٠].

  وجاء رجل إليه ÷ فقال: هل بقي من بر أبوَيَّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالْاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بِعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إلَّا بِهِمَا، وَإكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» [تيسير المطالب ٤٢٢].

  وقال رجل: يا رسول الله؛ إن أهل بيتي أبوا إلا توثباً عَلَيَّ وقطيعةً لي وشتيمة، أفأرفضهم؟ قال: «إِذاً يَرْفُضُكُمُ اللهُ جَمِيعاً» قال: فكيف أصنع؟ قال: «تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ؛ فَإنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كَانَ لَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيراً» [تيسير المطالب ٤٢٢].

  وقال رجل: يا رسول الله؛ جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان؟ فقال: «ارْجِعْ إلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» [تيسير المطالب ٤٢٣].

  وعن علي #: (بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُّ الرَّحِمِ وَاصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ زِيَادَةٌ فِي الرِّزْقِ وَعِمَارَةٌ فِي الدِّيَارِ) [مسند الإمام زيد ٢٧١].

  وأتى رسول اللهَ ÷ رجلٌ فقال: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ وَبِالبِرِّ؟ قَالَ: «أَمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَبُوكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَقَارِبُكَ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» [مسند الإمام زيد ٢٧٤].

  وعن علي # قال: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَارّاً بِوَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا، فَيَمُوتَانِ