المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون 113}

صفحة 97 - الجزء 1

  وقال #: (مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ: لَيِّنٌ مَسُّهَا، وَالسُّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا، يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ، وَيَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ الْعَاقِلُ!).

  قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ١١٣}⁣[هود: ١١٣]

  هذا نَصٌّ صريح أنَّ الركون إلى الظلمة محرم مُتوَعَّدٌ عليه بالنار، وأن ليس له ناصر ينصره من عذاب الله ولا ينصره جل وعلا، وهذا فيمن رَكِنَ إلى الظلمة فكيف بمن ظلم.

  وعنه ÷ أنه قال لكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ: «يا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ؛ أَعَاذَكَ اللهُ مِنْ إمَارَةِ السُّفَهَاءِ» قَالَ: وَمَا إمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي لَا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِي، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُمُ، وَلَا يَرِدُونَ عَلَى حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ، يَا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ؛ النَّاسُ غَادِيَانِ مُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ بِايِعُهَا فَمُوبِقُهَا» [تيسير المطالب ٤١٢].

  وقال ÷: «مَنْ أَعَانَ بِبَاطِلٍ لِيُبْطِلَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ» [تيسير المطالب ٤١٣].

  هذا والركون: الميل إليهم في شيء من الدِّين أو رضاً بأعمالهم أو إعانتهم أو إظهار موالاتهم.

  وعنه ÷: «الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا» قِيلَ: وَمَا