قوله تعالى: {إنما يتذكر أولوا الألباب 19 الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق 20 والذين يصلون ما
  وقال علي #: (الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَلَمْ يُؤَمِّنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللهِ).
  قوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ١٩ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ٢٠ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ٢٢}[الرعد].
  أي يتذكر الذين عملوا على قضيات عقولهم فنظروا واستبصروا، واللب: العقل.
  وعنه ÷: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمَ، ثُمَّ خَلَقَ الدَّوَاةَ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١}[القلم] ثُمَّ قَالَ لَهُ: خُطَّ كُلَّ شَيْءٍ هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ خَلْقٍ أَوْ أَجَلٍ أَوْ رِزْقٍ أَوْ عَمَلٍ إِلَى مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ مِنْ جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَقْلَ فَاسْتَنْطَقَهُ فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ، بِكَ آخُذُ، وَبِكَ أُعْطِي، أَمَا وَعِزَّتِي لَأُكْمِلَنَّكَ فِيمَنْ أَحْبَبْتُ وَلَأُنْقِصَنَّكَ فِيمَنْ أَبْغَضْتُ، فَأَكْمَلُ النَّاسِ عَقْلاً أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ ø وَأَطْوَعُهُمْ لَهُ، وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقْلًا أَخْوَفُهُمْ لِلشَّيْطَانِ وَأَطْوَعُهُمْ لَهُ» [مسند الإمام زيد ٢٧٠ - أمالي أحمد بن عيسى].
  قوله: {الَّذِينَ يُوفُونَ} يحتمل أن يكون مبتدأ خبره: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} ويحتمل أن يكون صفة لأولي الألباب، وعهد الله: كل ما عهد إلينا وألزمنا من الأوامر والنواهي، فالوفاء بأن نأتي بجميع المأمورات وننتهي عن جميع المنهيات،