المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا 32 ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق

صفحة 109 - الجزء 1

  قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ٣٣ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ٣٤ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ٣٥ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ٣٧ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ٣٨}⁣[الإسراء].

  قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى} هو عطف على ما تقدم من قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}⁣[الإسراء: ٢٣] وقوله سبحانه: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}⁣[الإسراء: ٢٦] والقربى هنا قربى رسول الله، خاطب الله نبيه بأنْ يؤتيهم حقوقهم من الخمس والغنيمة والفيء، وقوله: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ٢٦} وقوله: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}⁣[الإسراء: ٢٩]، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}⁣[الإسراء: ٣١]، وقوله تعالى: {فَاحِشَةً} أي قبيحة زائدة على حد القبح، {وَسَاءَ سَبِيلًا} يعني سوء السبيل إلى النار.

  وقال ÷: «فِي الزِّنَا سِتُّ خِصَالٍ: ثَلَاثٌ فِي الدُّنْيَا، وَثَلَاثٌ فِي الْآخِرَةِ، فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهَا تُذْهِبُ بالبَهَاءِ، وَتُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَتَقْطَعُ الرِّزْقَ. وَأمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ فَسُوءُ الْحِسَابِ، وَسَخَطُ الرَّحْمَنِ، وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ» [تيسير المطالب ٥٤٥].

  وقوله: {إِلَّا بِالْحَقِّ} أي إلا من قتل بحق في جميع الأسباب التي يحل بها القتل،