قوله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون 15 آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين 16 كانوا
  وقوله تعالى: {فَكَرِهْتُمُوهُ}، أي كما كرهت ذلك فاكره غِيبَةَ أخيك وهو حي.
  وسأل رجل النَّبِيَّ ÷ مَا الْغِيبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ ÷: «أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ» قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَإِنْ كَانَ حَقًّا؟ فَقَالَ رسول الله: «إِذَا قُلْتَ بَاطِلاً فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ» [تيسير المطالب ٥٥٣].
  وعن النبي ÷: «إِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا» قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ ÷: «إنَّ الرَّجُلَ يَزْنِي ثُمَّ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وَإنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لَا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ» [تيسير المطالب ٥٥٤].
  وَقَالَ ÷ لِلرَّجُلَيْنِ الَّذَيْنِ اغْتَابَا مَاعِزَ حِينَ رُجِمَ: فأَجَازَا بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَاغِرٍ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «انْزِلَا فَأَصِيبَا مِنْ هَذَا الْحِمَارِ» فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ؟ فَقَالَ: «لَمَا أَصَبْتُمَا مِنْ صَاحِبِكُمَا آنِفاً أَعْظَمُ مِنْ إِصَابَتِكُمَا مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ، إِنَّهُ الْآنَ لَيَتَقَمَّصُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ» [الأحكام ٢/ ٤٠٦ - أمالي أحمد بن عيسى].
  ثم قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ١٢}، أي اتقوا عقابه باجتناب ما نُهيتم عنه، والندمِ على ما وجد منكم فإنه قابل توبة التائبين.
  وقال ÷: «كَفَّارَةُ الْاغْتِيَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ» [تيسير المطالب ٥٥٣].
  قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٥ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ١٦ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ١٩}[الذاريات: ١٥ - ١٩].
  {جَنَّاتٍ} أي بساتين وعيون أنهار {آخِذِينَ} أي قابلين راضين بما أعطاهم في الجنة، وقال زيد بن علي: {آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ} معناه الفرائض، إنهم كانوا قبل