المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعا 19 إذا مسه الشر جزوعا 20 وإذا مسه الخير منوعا 21 إلا المصلين 22

صفحة 173 - الجزء 1

  اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً إِلَّا أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا، وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعَا).

  قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ٢٤ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ٢٥ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ٢٦ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ٢٧ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ٢٨ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٢٩}⁣[المعارج: ١٩ - ٢٩]، ... إلى قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ٣٢ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ٣٣ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ٣٥}⁣[المعارج].

  {خُلِقَ هَلُوعًا} بني وفطر على الضعف، {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ} أي أصابه جزع لضعف بنيته، وإذا مسه الرخاء والنعمة والسرور فهو مانع لخيره، قليل الإنفاق في مرضات ربه، ثم استثنى سبحانه من الذين نسب إليهم هذا الخير أَهْلَ التقى والدين والهدى بقوله: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ} أي المؤمنين الذين هم على صلاتهم مواظبون، والحق المعلوم: الزكاة، {لِّلسَّائِلِ} وهو الطالب، {وَالْمَحْرُومِ} المتعفف عن السؤال، فيُحْرَمُ لِقِلَّةِ طلبه، ويوم الدين: هو يوم القيامة، و {مُّشْفِقُونَ} أي خائفون وجلون، إنَّ عذاب ربهم غير مأمون نزوله على أهله.

  وفي أمالي المرشد عنه ÷: «التَّوْحِيدُ ثَمَنُ الْجَنَّةِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَفَاءُ شُكْرِ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَخَشْيَةُ اللَّهِ مِفْتَاحُ كُلِّ حِكْمَةٍ، وَالْإِخْلَاصُ مِلَاكُ كُلِّ طَاعَةٍ» [الأمالي الخميسية ١/ ٥٥].

  وفيها عن علي #: (كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) قَالَ: (أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَشْيَةً) [الأمالي الخميسية ١/ ٦٤].