المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[وصية أمير المؤمنين لولده الحسن @]

صفحة 178 - الجزء 1

  وطاعته واتباع كتبه ورسله وكل ما عدى الضلال، لقوله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}⁣[يونس: ٣٢].

  الرابعة: قوله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} عن المعاصي وعلى الطاعات وعلى ما يبلو الله عبادَه، وعلى ما ابتليوا به من أذى العباد.

  وعنه ÷: «مَا حَقّ امْرْئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ» [تيسير المطالب ٤٣٥ - مثله في الاعتبار ٤٤٥ - شفاء الأوام].

  وقال علي #: (يَا ابْنَ آدَمَ؛ كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، وَاعْمَلْ فِي مَالِكَ مَا تُؤْثِرُ أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ).

[وصية أمير المؤمنين لولده الحسن @]

  هذا وأنا موصي نفسي وذريتي وقرابتي وكافة المؤمنين والمؤمنات، مَنْ في عصري ومن سيوجد من الجميع إلى يوم الدين بما تضمنه هذا الكتاب، وبما أوصى به أمير المؤمنين ولده الحسن سبط رسول رب العالمين À أجمعين:

  قال #: (أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ - أَيْ بُنيَّ - وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ، وَالْاِعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَبٍ أَوْثقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنكَ وَبَيْنَ اللهِ ø إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ!

  أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ