قوله تعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك
  أَنْهَارًا ١٢}[نوح].
  وقال نبينا ÷: «مَنْ لَزِمَ الْاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» [تيسير المطالب ٣٤٩ - الأمالي الخميسية ١/ ٣٢٣].
  وقال ÷: «مَا أُعْطِيَ أَحْدٌ أَرْبَعاً فَمُنِعَ أَرْبَعاً: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الدُّعَاءَ فَمُنِعَ الْإجَابَةَ، إنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠] وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الْاسْتِغْفَارَ فَمُنِعَ الْمَغْفِرَةَ، إنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠}[نوح] وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ التَّوْبَةَ فَمُنِعَ القَبُولَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى: ٢٥] وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الشُّكْرَ فَمُنِعَ الزِّيَادَةَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧]». انتهى [تيسير المطالب ٣٣١].
  قوله تعالى: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١١٤}[النساء: ١١٤].
  أي لا رضوان لله في كثيرٍ من تناجي الناس إلا نجوى {مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ - أي عمل بِرٍّ - أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} لكن الشرط في حصول الأجر العظيم أن تكون هذه الثلاثة خالصة لوجه الله الكريم ولطلب مرضاته.
  ودلت الآية على الترغيب في الأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس، وأكده تعالى بقوله: {عَظِيمًا} وأن النية شرط.